لا خصوصية للثريد وإنما عبر به لذكره في بعض الحديث، أو لأنه غالب طعام الناس، ثم هو مثال لما يستمسك من الطعام فيكون له رأس، وقد روى أبو داود والترمذي وابن ماجة عن ابن عباس أن النبي ﷺ قال:«إذا أكل أحدكم طعاما فلا يأكل من أعلى الصحفة، ولكن ليأكل من أسفلها، فإن البركة تنزل من أعلاها»، وعن عبد الله بن بسر قال: كان للنبي ﷺ قصعة يقال لها الغراء يحملها أربعة رجال، فلما أضحوا وسجدوا الضحا أتي بتلك القصعة - يعني وقد ثرد فيها - فالتفوا عليها، فلما كثروا جثا رسول الله ﷺ، فقال أعرابي:«ما هذه الجلسة»؟، قال النبي ﷺ:«إن الله جعلني عبدا كريما، ولم يجعلني جبارا عئيدا، ثم قال رسول الله ﷺ: «كلوا من حواليها ودعوا ذروتها يبارك فيها»، رواه أبو داود، ومن عادة الناس عندنا أن يضعوا اللحم والخضراوات في أعلى الصحفة فيأكل منه الناس، ولو أنهم وزعوه على أطرافها لكان خيرا حتى لا تخالف هذه السنة، وحتى يأكل المرء مما يليه، ولا يفتات المرء على حق غيره كما هو حال أهل الشره.