للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هل كان قبل العرش أو هو بعده … قولان عند أبي العلا الهمداني

والحق أن العرش قبل لأنه … وقت الكتابة كان ذا أركان

وكتابة القلم الشريف تعقبت … إيجاده من غير فصل بيان

وقال أبو الحسن شترح الرسالة عن العرش: «وهو أول المخلوقات على الأصح»، انتهى، فعلق الشيخ علي العدوي عليه قائلا: «ضعيف، بل الذي عليه (المحققون؟) أن أولها نوره ، ثم الماء ثم العرش ثم القلم»، انتهى، وهذا القول باطل، قال الألباني: «وحديث عبد الرزاق غير معروف إسناده»، انتهى، والحامل على هذا وما كان مثله هو الأخبار الضعيفة مع العاطفة والمحبة التي لا تنضبط بالشرع، بل كثيرا ما اعتمد عليها لهدم الشرع، وقد نهينا عن إطراء النبي فكيف إذا كان بغير حق؟، ومما يؤسف له أن نسمع مثل هذا الباطل كلما جاء شهر ربيع الأول الذي يرجح أن النبي ولد فيه.

وقوله: «ولا يؤوده حفظهما»، يقال آده يؤوده إذا أثقله، والمعنى أن ربنا ﷿ لا يعييه حفظ السموات والأرض، كما لم يعيه خلقهن، لكمال قدرته، قال تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [الأحقاف: ٣٣].

وقال تعالى: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ (٣٨)[ق: ٣٨]، وقال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا﴾

[فاطر: ٤١].

وقوله: «وهو العلي العظيم»، فيه إثبات صفة العلو لله تعالى، علو الذات وعلو المنزلة والمكانة والقهر، وهذه الصفة ثابتة بالنصوص الكثيرة، كتابا وسنة، وقام عليها عليها الفطرة.

وقد ذكر ابن أبي العز أن أدلة علو الله تعالى على خلقه لو بسطت لبلغت ألف دليل، وقال وأما قوله: «محيط بكل شيء وفوقه»، وفي بعض النسخ: «محيط بكل شيء فوقه»، بحذف الواو من قوله: فوقه، والنسخة الأولى هي الصحيحة، ومعناها أنه تعالى

<<  <  ج: ص:  >  >>