١٨ - «ثم استلم الحجر إن قدر، ثم يخرج إلى الصفا، فيقف عليه للدعاء، ثم يسعى إلى المروة، ويخب في بطن المسيل، فإذا أتى المروة؛ وقف عليها للدعاء، ثم يسعى إلى الصفا، يفعل ذلك سبع مرات، فيقف بذلك أربع وقفات على الصفا، وأربعا على المروة».
هذا الاستلام يكون قبل الشروع في السعي بين الصفا والمروة، وهو معدود في سننه، وقد تركه معظم الحجاج والمعتمرين، إما بسبب الزحام وعسر الرجوع بعد صلاة الركعتين إلى الركن، وإما للجهل بالحكم، لكنه ثابت في حديث جابر الطويل قال:«ثم رجع إلى الركن فاستلمه، ثم خرج من الباب إلى الصفا … ».
والسعي بين الصفا والمروة في كل من العمرة والحج ركن لا ينجبر عند الجمهور، وقد روى الطبراني عن ابن عباس مرفوعا:«إن الله كتب عليكم السّعي فاسعوا»، والمطلوب وصله بالطواف اقتداء بالنبي ﷺ، وقد عد بعضهم ومنهم ابن عاشر هذا الوصل واجبا، فمن فرق بينهما تفريقا طويلا؛ فعليه هدي، وقيل لا، وقد أطال الحطاب في مواهب الجليل (٣/ ٨٦) الاحتجاج لعدم وجوب الوصل فانظره، ومن الواجب تقديمه في الإفراد والقران على الوقوف بعرفة، فمن أخره من غير المراهق والحائض والنفساء أهدى، وقال أشهب لا شيء عليه، وينبغي أن يذهب للسعي من باب بني مخزوم، ويسمى اليوم باب الصفا، ويشرب من ماء زمزم في طريقه إليه، وقال النبي ﵌:«ماء زمزم لما شُرِب له» رواه أحمد وغيره عن جابر، ويُشرع اصطحاب ماء زمزم كما جاء من فعله في سنن الترمذي عن عائشة -رضي الله تعالى عنها-.
وصفة السعي أن النبي ﷺ لما دنا من الصفا قال: ﴿إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ