للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• قوله:

٢٢ - «وأولى العلوم وأفضلها وأقربها إلى الله علم دينه وشرائعه مما أمر به ونهى عنه ودعا إليه وحض عليه في كتابه وعلى لسان نبيه والفقه في ذلك والفهم فيه والتهمم برعايته والعمل به».

من العلوم ما هو شرعي بمعنى أن معرفة الشرع متوقفة عليه، ومن هذا ما هو مقاصد، ومنه ما هو وسائل، وأولى علوم الشرع التي هي مقاصد معرفة الله بأسمائه الحسنى، وصفاته العلى، وأفعاله الجميلة، وتدبيره لشؤون خلقه، وتربيته لهم، بنعمه وبرسالاته، ثم معرفة ما يجب الإيمان به من الملائكة والرسل والكتب واليوم الآخر والقدر، يعرف ذبك مجملا ويؤمن به، ويما أمكنه من تفاصيله، فمعرفة هذا مما لا بد منه لكل مكلف، ومن لم يحرزه كان في دينه على شفا شرف هار، ولم تنفعه بقية المعارف مهما كثرت، ولو كانت علوما شرعية.

والمسلمون في هذا العصر مفرطون في هذا القسم تفريطا عظيما، ولذلك حصل بينهم الاختلاف والنزاع فيما هو معلوم من الدين بالضرورة، وقد بدأ المؤلف بالكلام عليه، بذكر ما أمر الله به وما نهى عنه، من الواجبات والمحرمات والمندوبات والمكروهات والمباحات، ولا شك أن معرفة خطاب الشرع على الوجه المطلوب لا بد معه من العلوم التي هي آلة لفهم كلام الله تعالى وكلام رسوله ، وهي علوم العربية من نحو وصرف وبيان، وكذا معرفة ما يتم به الاستنباط وهو علم أصول الفقه، وما يعرف به صحيح الأخبار من سقيمها، وهو مصطلح الحديث، فهذا هو أولى العلوم وأفضلها عند الله.

والعلم بالشرع عموما عقائد وأحكاما وسلوكا هو الذي دعا به رسول الله لحبر الأمة عبد الله بن عباس إذ قال: «اللهم فقهه في الدين، وعلمه التأويل»، وقال النبي : «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين»، وسلف هذه الأمة كانوا في غنى عن كثير من العلوم التي هي وسائل لسليقتهم العربية، وقربهم من عهد النبوة، ثم قامت الحاجة إلى تلك العلوم الوسائل للأسباب المعروفة.

والعلم بالشرع هو الذي ينطبق عليه قول النبي : «طلب العلم فريضة على كل مسلم»،

<<  <  ج: ص:  >  >>