٨ - «ومن تكلم ساهيا؛ سجد بعد السلام، ومن لم يدر: أسلم، أم لم يسلم،؛ سلم، ولا سجود عليه».
من تكلم متعمدا لغير إصلاح الصلاة؛ بطلت صلاته، لأن الصلاة لا يحل فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن، كما جاء في حديث معاوية بن الحكم السلمي، وهو في صحيح مسلم، وسنن أبي داود (٩٣٠)، فإن كان كلامه لإصلاحها ولم يكثر؛ فصلاته صحيحة، والحجة في ذلك ما في حديث ذي اليدين من تكليم الصحابة لرسول الله ﷺ، وإجابته لهم، أما من تكلم ساهيا فعليه أن يسجد بعد السلام لصدق الزيادة في الصلاة على ذلك، ولأنه ترغيم للشيطان، ومن شك هل سلم، أو لم يسلم؛ سلم لأن السلام تحليل الصلاة، ولا سجود عليه؛ إن كان بالقرب على التفصيل المتقدم، لأنه إن كان قد سلم؛ فصلاته صحيحة، والسلام الثاني وقع خارج الصلاة، فلا وجه للسجود، وإن لم يكن قد سلم؛ فقد تدارك ما فاته، ولم يقع منه ما يقتضي السجود من الكلام والقيام والتحول عن القبلة كما هو المفترض، وهذه الفقرة كان الأولى أن تذكر مع الكلام على نسيان السلام، المذكور فيما سبق.