٢٣ - «ثم يقف معه بالمشعر الحرام يومئذ بها، ثم يدفع بقرب طلوع الشمس إلى منى، ويحرك دابته ببطن محسر».
هذا الوقوف يكون بعد صلاة الصبح إلى أن يسفر جدا كما جاء ذلك في حديث جابر أنه ﷺ بعد الصلاة «اضطجع حتى طلع الفجر، فصلى حين تبين له الصبح بأذان وإقامة، ثم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام استقبل القبلة، فدعا الله وكبره وهلله ووحده، فلم يزل واقفا حتى أسفر جدا،،، الحديث، وقد كانت العرب لا تفيض من المزدلفة حتى تشرق الشمس، ويقولون أشرق ثبير، وهو جبل عال إلى يمين الذاهب إلى منى، فخالفهم النبي ﷺ كما جاء ذلك عن عمر في سنن الترمذي، وما في حديث جابر مبين لما في كتاب الله تعالى: ﴿فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ﴾ [البقرة: ١٩٨]، وفيه أن المشعر الحرام يؤتى بعد الوقوف بعرفة، وفيه الأمر بذكر الله عنده، ومن ذكره إقامة صلاتي المغرب والعشاء والصبح، والتلبية وسائر الأذكار، ومنها التي تكون بعد صلاة الصبح من يوم العيد، وقد بين حديث جابر أن المشعر الحرام غير عموم المزدلفة.
وبطن محسر هو واد بين مزدلفة ومنى، سمي بذلك لأن الفيل الذي جاء به الأحباش لهدم الكعبة حسر فيه أي أعيا فيه وكل، وحصل في هذا الموضع لأصحاب الفيل ما حصل، فلما كان موضع عذاب؛ كان مستحبا أن يسرع الحاج فيه السير إشعارا للنفس بكراهية مواطن العذاب كما هو الشأن في ديار ثمود، ومن حديث جابر: «،،، فدفع قبل أن تطلع الشمس، حتى أتى بطن محسر فحرك قليلا،،،».
وفي حديث علي ﵁ عند الترمذي في وصف حجته ﷺ:«،،، حتى انتهى إلى وادي محسر فقرع ناقته، فخبت حتى جاوز الوادي،،،».