للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والحديث بعدها، وذلك والله أعلم لأن النوم قبلها قد يكون ذريعة لتأخيرها عن وقتها، والحديث بعدها قد يكون سببا في التقاعد عن صلاة الصبح، أو صلاة الليل، بل إن الاشتغال بصلاة الليل إذا أدى إلى التفريط في صلاة الصبح كان منهيا عنه، فإن العبد ما تقرب إلى الله بشيء أحب إليه مما افترض عليه، وما ثبت من فعله من المخالفة لما في هذا الحديث؛ يبين أن المراد بالحديث الذي كان يكرهه بعد العشاء؛ ما إذا لم يكن في أمر مطلوب، فقد كان النبي يسمر مع ابي بكر في الامر من أمور المسلمين، ومعهما عمر كما في سنن الترمذي عن عمر ولذلك قيد المؤلف الحديث لغير شغل، يعني لغير فائدة، فإن الصلوات مكفرات لما بينهن، فترك الحديث الذي لا مصلحة فيه نوم على مغفرة الذنوب، ويحسن أن يذكر هنا الحديث الذي رواه الطبراني في معجميه الصغير والأوسط عن ابن مسعود قال، قال رسول الله : «تحترقون تحترقون، فإذا صليتم الصبح غسلتها، ثم تحترقون تحترقون، فإذا صليتم الظهر غسلتها، ثم تحترقون تحترقون، فإذا صليتم العصر غسلتها، ثم تحترقون تحترقون، فإذا صليتم المغرب غسلتها، ثم تحترقون تحترقون، فإذا صليتم العشاء غسلتها، ثم تنامون فلا يكتب عليكم حتى تستيقظوا»، وفي الحديث الآخر الذي رواه أيضا عن أنس بن مالك قال، قال رسول الله : «إن لله ملكا ينادي عند كل صلاة: يا بني آدم، قوموا إلى نيرانكم التي أوقدتموها فأطفئوها»، ومن أحاديث هذه المسألة قول نبينا : «من بات طاهرا بات في شعاره ملك لايستيقظ ساعة من الليل إلا قال الملك، اللهم اغفرلعبدك فلانا، فإنه بات طاهرا» وهو في الصحيحة (٢٥٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>