للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• قوله:

١٤ - «والقراءة بأم القرآن في الصلاة فريضة».

جمعت فاتحة الكتاب مقاصد القرآن من توحيد الله تعالى بأسمائه وصفاته وإفراده بالعبادة والاستعانة وإثبات القضاء والقدر وإثبات النبوات وقصص الأبرار والفجار والأعمال الصالحات والجزاء عليها في الآخرة، فتصدرت لذلك سور القرآن في المصحف، وامتن الله بها على نبيه فعطف عليها كتابه تنويها بشأنها فكانت في ترتيب المصحف كذلك، فقال: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ (٨٧)[الحِجر: ٨٧]، وافتتحها ربنا بالحمد الذي لا يعدله لفظ الثناء ولا التمجيد ولا غيرهما من المدح والشكر، فكان خبرا وإنشاء، وأخبر رسول الله عن ربه ﷿ أنه قسمها بينه وبين عبده نصفين، وأن عبده كلما قرأ آية منها ذكره ربه فقال حمدني عبدي، أثنى علي عبدي، مجدني عبدي، هذه بيني وبين عبدي، هؤلاء لعبدي ولعبدي ما سأل، وقد رأيت بعضهم يقرأ الفاتحة في نَفَسٍ واحد، وبهذا الفضل الذي في هذا الحديث قوى أبو هريرة مذهبه في لزوم قراءتها لكل مصل، وأوجب الله تعالى حفظها على كل مسلم ليقرأها في كل صلاة يتذكر بها هذه الأصول التي لا إيمان بدونها، وأوجب عليه أن يدعوه بالهداية كيفما كان موقعه من العلم والعمل، وجاء البيان في قول النبي : «من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج، هي خداج، هي خداج، غير تمام»، رواه مالك ومسلم وأصحاب السنن عن أبي هريرة، وقال النبي : «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب»، رواه أحمد والشيخان وأصحاب السنن عن عبادة بن الصامت ، والجمهور على أن الإمام يحملها عن المأموم وليس من اليسير التسليم بهذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>