بالأذكار التي ثبت أنها تقال بعد السلام، وقد ورد في الحديث الصحيح خ/ ٨٤٣) عن أبي هريرة قوله ﷺ:«تسبحون وتحمدون وتكبرون دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين»، وهذا يحتمل أن المجموع ثلاث وثلاثون، ويحتمل أن كلا منها يقال ثلاثا وثلاثين، وعن أبي هريرة ﵁ عن رسول الله ﷺ قال:«من سبح الله دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين، وحمد الله ثلاثا وثلاثين، وكبر الله ثلاثا وثلاثين، فتلك تسع وتسعون، وقال تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، غفرت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر»، وفي رواية أن التكبير أربع وثلاثون، رواه مسلم (٥٩٧)، ودلت أحاديث أخرى على أن كلا من هذه الثلاثة يصح أن يقال عشر مرات، وإحدى عشرة، وخمسا وعشرين، فليفعل منه كل مصل بحسب ما يتيسر له، ومن أتى بالعدد الأكبر فهو خير، لكن شرط إحضار القلب حين الذكر، فإن سبحان الله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن ما بين السماء والأرض، وقال النبي ﷺ:«كلمتان حبيبتان إلى الرحمن، خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم»، رواه البخاري في ختام صحيحه عن أبي هريرة.
وقال الشيخ زروق: وقد صحّ الترغيب في ذلك عشرا، فكان شيخنا أبو عبد الله القوري يأخذ به إن أعجله أمر.
ومما يشرع بعد الصلوات قراءة آية الكرسي، وكذا سور الإخلاص والمعوذتين مرّة مرّة، غير المغرب والصبح فثلاث مرّات، ويقول بعد هاتين الصلاتين: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير عشر مرّات.
وعلى العموم فإن الذكر بعد الصلاة والدعاء قد تظافرت الأدلة على إثباته وتكاثرت، لكن شأنه أن يأتي به المصلي منفردا سرا، ولعل الأمر كان بخلاف ذلك في بدايته، فعن ابن عباس ﵄ قال:«كنا نعرف انقضاء صلاة رسول الله ﷺ بالتكبير»، وفي رواية أن رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة كان على عهد رسول الله ﷺ رواه البخاري (٨٤٢) ومسلم (٥٨٣)، قال ابن بطال:«لم أقف على ذلك عن أحد من السلف إلا ما حكاه ابن حبيب في «الواضحة» أنهم كانوا يستحبون التكبير في العساكر عقب