التي حفظوها عن النبي ﷺ، وهو:«السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته»، ولما كان التسليم شرع في التشهد، تعين أن تكون الصلاة فيه أيضا، وهذا من الأدلة القوية على وجوب الصلاة عليه فيه، فإن قيل التشهد سنة، قيل ليس مسلما، ومنها الأمر بذلك كما تقدم، ودل الدليل على أن سؤالهم كان عن كيفية الصلاة عليه في الصلاة، جاء ذلك في رواية ابن خزيمة:«فكيف نصلي عليك إذا نحن صلينا عليك في صلاتنا»؟، ذكره الحافظ في بلوغ المرام (ح/ ٣٣٦).
والصلاة من الله تعالى قيل إنها الرحمة، وقيل هي الثناء عليه في الملائكة، فعن أبي العالية كما في صحيح البخاري من كتاب التفسير:«صلاة الله على رسوله ثناؤه عليه عند الملائكة»، والآل قيل أتباعه، وقيل من تحرم عليهم الصدقة، وهم بنو هاشم وبنو المطلب، وقيل أهل بيته، وقيل ذريته وأهل بيته، قال ابن عبد البر ﵀ في (الاستذكار ٢/ ٣١٩) - وقد عزاه لبعض أهل العلم -: «إن قوله ﷺ في حديث ابن مسعود ومن روى مثل روايته: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد»؛ مجمل محتمل للتأويل يفسره قوله في حديث أبي حميد الساعدي ومن تابعه:«اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته».
قلت: وهذا كما ترى قوي جدا، فلا ينبغي نرك الصلاة على آله فإن من لم يفعل ذلك؛ لم يصل كما أمره، لكن اللفظ الذي فيه «الآل» أعم، فهو مقدم، ولفظ الأزواج ينبغي أن يشاع ولا سيما في هذا العصر الذي فشا فيه الرفض، قال الشيخ محمد إسماعيل الكحلاني في (سبل السلام ١/ ١٩٢): ومن هنا تعلم أن حذف كلمة الآل من الصلاة كما يقع في كتب الحديث ليس كما ينبغي،،،، إلى أن قال: وكأنهم حذفوها تقية خطأ (الصواب خطا) لما كان في الدولة الأموية من يكره ذكرهم، ثم استمر عليه عمل الناس متابعة من الآخر للأول، فلا وجه له»، انتهى، ولا ينبغي أن يقال إن هذا قد يصب في خانة تقوية التشيع، فإن الجواب أن مقاومة الباطل تكون بالحق لا بالباطل، ولا بجحد الحق، وما عاقبت أحدا عصى الله فيك، بمثل أن تطيع الله فيه، ومن غلا في حب الآل الكرام فغلوه مردود عليه، بل يرد عليه بما قاله واحد من الذرية الطاهرة، وهو علي بن الحسين بن علي