١١ - «ولا ينظر في النجوم إلا ما يستدل به على القبلة وأجزاء الليل ويترك ما سوى ذلك».
المراد بالنظر في النجوم المنهي عنه الخوض فيما يستدل به من حركاتها ومواقعها على حصول أمور غيبية، ومنه ما ينشر في بعض الصحف من البروج مع ذكر أمور من الكهانة تحت كل برج يزعم أنه يحصل لمن كان منتميا لذلك البرج، وقد كان ينشر في بعض الجرائد عندنا ثم سعى بعض أهل الخير من الدعاة فحذف من تلك الصحف جزاهم الله خيرا، أما ما تعلق بالنجوم من العلم بمواقعها وحركاتها التي تتوقف عليه معرفة جهة القبلة فإنه لما كان التوجه إلى القبلة واجبا في الصلاة فما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب على الكفاية، ومن ذلك ما يعرف المرء به أجزاء الليل ليضبط وقت خروج العشاء مثلا عند نصف الليل أو ثلثه، وهكذا وقت طلوع الفجر لأجل الصلاة والإمساك عن المفطرات، قبل أن تكون وسائل ضبط الوقت المعاصرة، ومن ذلك ما يهتدى به منها في السير كما قال الله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ (٩٧)﴾ [الأنعام: ٩٧]، وقال تعالى: ﴿وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (١٥) وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ (١٦)﴾ [النحل: ١٥ - ١٦]، وإنما نبه المؤلف على ذلك لأن النظر في النجوم لمعرفة البخوت والحظوظ من جملة العرافة المحرمة، وهو الذي يحمل عليه قول النبي ﷺ:«إذا ذكر أصحابي فأمسكوا، وإذا ذكر النجوم فأمسكوا، وإذا ذكر القدر فأمسكوا»، رواه الطبراني عن ابن مسعود، وابن عدي عنه وعن ثوبان، كما في صحيح الجامع الصغير للألباني، فليس المراد الإمساك العام عن كل ما يتعلق بالأمور الثلاثة، فإننا إذا ذكر أصحاب النبي ﷺ إنما نمسك عما شجر بينهم من الخلاف حتى لا تتغيظ قلوبنا على بعضهم فنقع في كراهيتهم، أعاذنا الله من ذلك، وكذلك القدر نثبته ونؤمن به، ونمسك