للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنما كانت النار تبلغ كعبيه فحسب، لأنه أقام على الكفر وثبت فيه، والرجلان أصل الثبات الحسي، فكان عقابه كذلك، إذ الجزاء من جنس العمل.

والشفاعة ثابتة للملائكة، والأنبياء، والمؤمنين عموما، وللشهداء خصوصا، ولبعض الأعمال الصالحة، فقد جاء في الحديث الصحيح الطويل عن أبي سعيد وفيه: «فيقول الله ﷿: «شفعت الملائكة، وشفع النبيون، وشفع المؤمنون، ولم يبق إلا أرحم الراحمين، فيقبض قبضة من نار، فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط» (١)، وهذا الأمر ليس إلا لله تعالى، وفيه من سعة رحمته، وكبير عفوه وإحسانه؛ ما لا يقدر قدره.

وقد جاء في حديث أنس مرفوعا: «فأقول يا رب إئذن لي فيمن قال لا إله إلا الله، قال: ليس ذلك لك، ولكن وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأخرجن من قال لا إله إلا الله» (٢).

هذا، وجاء في شفاعة الشهداء خصوصا قوله : «يشفع الشهيد في سبعين من أهل بيته» (٣)، كما ثبتت الشفاعة لبعض الأعمال الصالحة كقراءة القرآن والصيام وغيرهما، والله أعلم.


(١) متفق عليه: البخاري (٤٥٨١)، ومسلم (١٨٣).
(٢) متفق عليه: البخاري (٦٥٦٥)، ومسلم (١٩٣).
(٣) رواه أبو داود (٢٥٢٢) عن أبي الدرداء.

<<  <  ج: ص:  >  >>