٣ - «ووقت الظهر إذا زالت الشمس عن كبد السماء، وأخذ الظل في الزيادة».
يدخل وقت الظهر بزوال الشمس عن كبد السماء، وهو الوقت الذي يشرع فيه الظل في الزيادة، لقول النبي ﷺ:«وقت الظهر إذا زالت الشمس، وكان ظل الرجل كطوله، ما لم يحضر العصر»، الحديث، رواه مسلم عن عبد الله ابن عمرو بن العاص، فهذا تضمن بداية الظهر ونهايتها، وفي صحيح مسلم وسنن أبي داود (٤٠٣) عن جابر بن سمرة أن بلالا كان يؤذن الظهر إذا دحضت الشمس»، يقال دحضت رجله، إذا زلقت عن موضعها، والمراد زوال الشمس، وهذا لا يعارض الأمر بالإبراد كما سيأتي.
ويسمى الظل بعد الزوال فيئا غالبا، لأن الظل يفيء أي يرجع إلى جهة غير الجهة التي كان يتجه نحوها منذ طلوع الشمس، لكن قول أبي الحسن عن المؤلف إنه أطلق الظل على ما بعد الزوال وهي لغة شاذة، وعليه بعض أهل اللغة؛ يرده قول الله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (١٥)﴾ [الرعد: ١٥]، فإن الآصال جمع أصيل، وهو وقت اصفرار الشمس في آخر المساء، وجاء التعبير بالظل عما بعد الزوال في الأحاديث وقد تقدم بعضها، ويخرج وقت الظهر بنهاية القامة الأولى.