للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• قوله:

١٨ - «ويجب عليه أن يعمل عمل الوضوء احتسابا لله تعالى، لما أمره به يرجو تقبله وثوابه، وتطهيره من الذنوب به، ويشعر نفسه أن ذلك تأهب وتنظف لمناجاة ربه، والوقوف بين يديه، لأداء فرائضه، والخضوع له بالركوع والسجود، فيعمل على يقين بذلك وتحفظ فيه، فإن تمام كل عمل بحسن النية فيه».

لعل المؤلف أراد بهذا الإشارة إلى وجوب النية في الوضوء، وهو قول جمهور العلماء، واتفق أهل المذهب على وجوبها حكاه ابن رشد، ونص المازري على وجود الخلاف اعتمادا على ما روي عن الإمام من القول بعدم لزومها، وقد قال النبي : «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى»، رواه الشيخان والنسائي من طريق مالك وهو في رواية محمد بن الحسن الشيباني عنه.، كما رواه غيرهما من أصحاب السنن عن عمر بن الخطاب .

رحم الله المؤلف ما كان أفقهه، لم يتحدث عن النية كما يتحدث عنها كثير من أهل الفقه، يلتفتون إلى جانبها الظاهر، بأن يقولوا ينوي رفع الحدث، أو استباحة الممنوع، أو أداء المفروض، وهي أمور مطلوبة، ولكنها لا تكفي في التنبيه على أهمية النية في العمل، فإن المرء يؤجر على نيته قطعا بفضل الله، وقد لا يؤجر على عمله إذا خلا من النية.

وقد جاء في الحديث الذي رواه البيهقي عن أنس مرفوعا وهو ضعيف: «نية المؤمن خير من عمله»، وروى الطبراني عن سهل بن سعد مرفوعا: «نية المؤمن خير من عمله، وعمل المنافق خير من نيته، وكل يعمل على نيته: فإذا عمل المؤمن عملا ثار في قلبه نور»، وهو ضعيف كذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>