أن ذكر الدليل من الكتاب والسنة أولى، بل إن العقيدة يكتفي فيها غالبا بذكر النصوص وفهمها.
قال الشيخ زروق في خاتمة شرحه:«قد جمعت هذه العقيدة نحوا من مائة مسألة من مسائل الاعتقاد، وأتى بها الشيخ مسلمة من غير برهان، اكتفاء بالمعاني على الاصطلاح، ولأن إيمان المقلد عنده صحيح، وهو مذهب جماعة من الأئمة، وادعى بعضهم الإجماع عليه، وبعضهم الإجماع على عكسه، وعلى صحته أئمة المذاهب الأربع، والثوري والأوزاعي وكافة أهل الظاهر وكثير من المتكلمين خلافا لأكثرهم،،،»، انتهى، قلت قلت فريق من الأشعرية لا يصححون إيمان المقلد، لأنهم يقولون إن أول واجب على المكلف هو النظر، وهذا مردود من أكثر من وجه، ثم ليقولوا كم شخصا عرف أنه آمن بالنظر، ويلزم على قولهم هذا أن الأمة فرطت في أول واجبات الدين وتواطأت على ذلك طيلة تاريخها.
• أول الواجبات وأعظمها توحيد الله:
وأعظم الواجبات على المكلفين توحيد الله تعالى وإفراده بالعبادة، فمن وافته المنية موحدا كان من أهل الجنة، فلا يخلد في النار إن دخلها، ومن وافته يشرك بالله شيئا كان من أهل النار خالدا فيها، فإن التوحيد هو الذي خلق الله الإنس والجن له، قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (٥٦) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (٥٧)﴾ [الذاريات: ٥٦ - ٥٧]، وقال ﵊ لمعاذ «حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا»(١)، وهو طرف حديث في الصحيح.
ولما كانت نجاة الإنسان متوقفة على هذا الأمر يسره الله، ونصب الآيات عليه، وأرسل به رسله، وأنزل له كتبه، وجمع معانيه كلها في كلمة واحدة هي لا إله إلا الله، وهكذا كل شيء تشتد إليه حاجة الناس، وتتوقف عليه حياتهم يجعله الله تعالى ميسرا لهم، في متناولهم، فحري بالعاقل أن يجعله أكبر همه، وأعظم شغله، ويعتبر ما عداه وسيلة إليه مذكرا به، ومقويا له، ومن قال إن أول واجب على المكلف هو النظر، أو هو الشك؛ فقد