للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• قوله:

٠١ - «وإذا أكلت أو شربت فواجب عليك أن تقول بسم الله وتتناول بيمينك فإذا فرغت فلتقل الحمد لله».

ذكر هنا التسمية والتناول باليمين، وحمد الله تعالى، وقوله إذا أكلت،،، أي إذا أردت الأكل، وله أمثلة عديدة قي القرآن كما في الأمر بالاستعاذة وآية الوضوء وأول سورة الطلاق، وقوله «فواجب عليك»، أي على كل آكل، فهو مطلوب عينا، والظاهر أن الجهر به مطلوب في الجماعة، لأنه تذكير لمن نسي، وتعاون على البر، بخلاف الحمد لما قد يسببه من الحرج لمريد الزيادة، وحملوا قوله فواجب عليك في الأمور الثلاثة على أنه واجب وجوب السنن كما تقدم مرارا، والظاهر أن التسمية واجبة يأثم تاركها المتعمد، للأمر بها، وللأمر بتداركها ممن نسيها، ولكون الشيطان يأكل من الطعام الذي لا يذكر اسم الله عليه، وإطعام الشيطان لا يجوز، كما أن إتلاف الطعام لا يجوز، واختلف في زيادة الرحمن الرحيم، والاقتصار على ما يصدق عليه مسمى البسملة أولى، لكن ما رد به بعضهم تلك الزيادة من أنها تنافي الأكل لأنه عذاب واستهلاك كالذبح؛ لا يقبل، بل هو شنيع، فإن قول الآكل بسم الله مفرد مضاف، فيعم كل أسمائه سبحانه، وكل معانيها صالحة مناسبة هنا، إذ يستشعر رحمة الله وفضله بما رزقه، وانتقامه إن هو أكل ما لا يحل له، أو استعان به على غير مشروع له، وقدرته لأنه هو الذي يقدره، إذ لا حول له ولا قوة إلا به، وهكذا، أما الأكل باليمين؛ فلا يختلف حكمه عن البسملة فيما يظهر لما تقدم فيها، وسيأتي المزيد

ومما جاء في التسمية قول النبي : «إذا أكل أحدكم طعاما فليقل بسم الله، فإن نسي فليقل بسم الله على أوله وآخره»، رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة عن عائشة -رضي الله تعالى عنها-، وهو حجة في الاقتصار على لفظ بسم الله كما ترى، وفيه تدارك التسمية ممن فاتته، وهذا من لطف الله ورحمته بعبده، وآخر الطعام هو ما بقي منه، وأوله ما مضى قبل التذكر،

<<  <  ج: ص:  >  >>