استقبال القبلة واجب في كل صلاة لا فرق بين ذات الركوع والسجود وغيرها كسجود التلاوة وقد اشترطوا فيه شروط الصلاة، ويستثنى من ذلك الفرض في شدة الخوف، والنافلة على الدابة في السفر، والمريض الذي لم يجد من يوجهه إلى القبلة أو لا يقدر على ذلك لمانع ما، وقد قال الله تعالى: ﴿فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ (١٤٤)﴾ [البقرة: ١٤٤]، وفي بعض روايات حديث المخطئ في صلاته عند مسلم قوله ﷺ:«إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء، ثم استقبل القبلة فكبر»، لكن ينبغي أن تعلم أن استقبال القبلة شرط صحة في المذهب مع الذكر والقدرة لا مجرد فرض، والفرق بينهما معلوم، وقد نقل ابن حزم في مراتب الإجماع الاتفاق على أن الاستقبال فرض على من يعاينها أو عرف دلائلها، ما لم يكن محاربا ولا خائفا.