للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(تكليم الله تعالى موسى -)

• قوله:

١٠ - كلم موسى بكلامه الذي هو صفة ذاته، لا خلق من خلقه، وتجلى للجبل فصار دكا من جلاله، وأن القرآن كلام الله ليس بمخلوق فيبيد، ولا صفة لمخلوق فينفد».

في هذه الفقرة حديث عن صفة الكلام الواجبة لله تعالى، وهي مرتبطة بما سبق من إثبات أسمائه وصفاته تعالى، وأنها ليست مخلوقة، ولا مكتسبة، وإنما أفرد المؤلف الحديث على صفة الكلام بخاصة لكثرة الخلاف فيها، حتى قيل إن ما عرف بعلم الكلام سبب نشأته الخلاف حولها، وقد ميز المؤلف في إثبات صفة الكلام بين أمرين:

- الأول: الكلام باعتباره صفة فعل له تعالى، فهو يتكلم متى شاء، ومن ذلك تكليمه موسى ، ومن ذلك قوله إذا كان ثلث الليل الأخير من كل ليلة: «هل من مستغفر فأغفر له، هل من تائب فأتوب عليه، هل من سائل فأعطيه؟» (١)، وتكليمه أهل الجنة، وغير ذلك.

- والثاني: هو كلامه الأزلي الذي هو صفة ذاته كما قيل في صفة العلم والقدرة وغيرهما، والمقصود أن المؤلف بين أن الكلام صفة أزلية النوع، وأنه تعالى يتكلم متى شاء.

فأما تكليم الله تعالى موسى فهو ثابت بالقرآن وبالسنة، قال تعالى: ﴿وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا﴾ [النساء: ١٦٤]، أي خاطبه من غير واسطة، فهذه مزية له ، فإن الله


(١) رواه مسلم (٧٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>