للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• قوله:

٢٤ - «وصلاة الجمعة والسعي إليها فريضة».

كون صلاة الجمعة فرض عين على المكلف البالغ العاقل غير المسافر والمعذور مما لا ينبغي أن يقع فيه خلاف، وما قيل من أنها فرض كفاية مما لا يحسن الالتفات إليه، ولا أن يذكر إلا ليرد، وقد أمر الله تعالى بالسعي إليها كل من سمع النداء في قوله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٩)[الجمعة: ٩]، والمراد بذكر الله الخطبة كما جاء حديث الرواح إلى المسجد يوم الجمعة وهو قول النبي : «فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر»، وهو في الموطإ والصحيحين عن أبي هريرة، قال القرطبي: «فرض الله الجمعة على كل مسلم ردا على من يقول إنها فرض على الكفاية، ونقل عن بعض الشافعية، ونقل عن مالك من لم يحقق أنها سنة، وثبت عن النبي أنه قال: «لينتهن أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم، ثم ليكونن من الغافلين»، وهذه حجة واضحة في وجوب الجمعة وفرضيتها،،، وفي سنن ابن ماجة عن الجعد الضمري وكانت له صحبة قال، قال رسول الله : «من ترك الجمعة ثلاث مرات تهاونا بها طبع الله على قلبه»، إسناده صحيح»، انتهى ببعض حذف، والقول الذي نسبه للشافعية خرجه أيضا اللخمي كما في شرح ابن ناجي، أما أنها سنة فهو رواية ابن وهب كما في الشرح المذكور وغيره، وقال ابن ناجي: «فحملها بعضهم على ظاهرها ولم يرتضه ابن عبد السلام»، انتهى.

قلت: إن ثبت النقل عن مالك فهو حق لأن الجمعة سنة وكل الدين سنة وحملها على المعنى الاصطلاحي جهل أو تحريف.

<<  <  ج: ص:  >  >>