وأعوانهم أن معه شيئا يمنع نفوذ الرصاص فيه، لكن أسفه كان كبيرا على ما آل إليه الأمر في هذه البلاد بعد الثورة الجهادية التي حاد بها من استولوا على زمام الحكم بعد استعادة الاستقلال عما قامت من أجله، وقد أبى أن يدخلني المدارس في عهد الاستدمار لاعتقاده كما كان يقول أن الدولة التي ستقوم في الجزائر هي دوله القرآن، فلم أجلس في مدرسة إلا بعد أن بلغت ست عشرة سنة وإتمام حفظ القرآن الكريم بمدينة بلعباس عام (١٩٦٥)، فاللهم اغفر له وارحمه، وارحم آباءنا وأمهاتنا وأولي أرحامنا وشيوخنا وغيرهم من المؤمنين والمؤمنات، واجز خير الجزاء زوجتي أم عبد القادر، فقد كان لها الأثر الحميد في كل ما كتبت، بما أسدت إلي من خدمة تجاوزت المعتاد، فهي شريكة لي فيما عسى أن يكرمني ربي به من أجر، وجزى الله سائر أفراد أسرتي وإخواني وأبنائي من أهل معسكر وغيرها وأئمة المساجد ممن تدارست معهم بعض كتب العلم خلال إقامتي فيهم، وقد أربت على خمس وثلاثين سنة، فنفعوني أكثر مما نفعتهم، وقد خدموا السنة في خفوت وسكوت، وأدعو ربي في ختام هذا الشرح بهذا الدعاء الوارد عن النبي ﵌ وعلى جميع أنبياء الله ورسله: اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق، أحيني ما علمت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا علمت الوفاة خيرا لي، وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وكلمة الإخلاص في الرضا والغضب، وأسألك نعيما لا ينفد، وقرة عين لا تنقطع، وأسألك الرضا بالقضاء، وبرد العيش بعد الموت، ولذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك، وأعوذ بك من ضراء مضرة، وفتنة مضلة، اللهم زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهتدين.
وقد فرغت من إجالة النظر في هذا الكتاب وتنقيحه وتصحيح أخطائه وإصلاح ما يسر الله إصلاحه مما فيه من خلل يوم السابع والعشرين من شهر ذي الحجة سنة أربع وثلاثين وأربعمائة وألف، أحسن الله خاتمتنا وغفر زلاتنا والحمد لله رب العالمين.