الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد: فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد ﷺ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
وهذا شرح لرسالة الإمام عبد الله أبي محمد بن أبي زيد القيرواني المالكي ﵀، سميته العجالة في شرح الرسالة، وقبل الشروع فيه أتحدث عن أربعة أمور هي:
١ - الوضع السياسي في عصر ابن أبي زيد.
٢ - ترجمته.
٣ - ذكر بعض خصائص رسالته.
٤ - عناية العلماء بها، وذكربعض شراحها.
• أولا: عصر ابن أبي زيد
ما إن سقطت خلافة الأمويين بالشام وقامت خلافة بني العباس في العراق حتى بدأت الدويلات تظهر في أقطار المغرب الإسلامي مستقلة تارة، وشبه المستقلة تارة أخرى، وهكذا قامت دولة بني أمية بالأندلس سنة (١٣٢ هـ)، ودولة الأدارسة بالمغرب