الإزرة بكسر الهمزة اسم للهيئة التي يكون عليها المؤتزر، والإزار هو الذي يغطي الجزء الأسفل من الجسم، والرداء للأعلى منه، والحلة مجموعهما من لون واحد، وما ذكره المؤلف هو نص حديث رواه مالك في الموطإ عن أبي سعيد، ورواه النسائي عنه وعن أبي هريرة وابن عمر، ولفظ مالك:«عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه أنه قال: سألت أبا سعيد الخدري عن الإزار، فقال: أنا أخبرك بِعِلْمٍ: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه، لا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين، ما أسفل من ذلك ففي النار، ما أسفل من ذلك ففي النار، لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطرا».
قال ابن عبد البر في التمهيد: «تكميش الإزار إلى نصف الساق كانت العرب تمدح فاعله، ثم جاء الله بالإسلام فسنه النبي ﷺ، قال دريد بن الصمة يرثي أخاه ويمدحه: قليل
قلبل التشكي للمصيبات حافظ … مع اليوم أدبار الأحاديث في غد
كميش الإزار خارج نصف ساقه … صبور على الضراء طلاع أنجد
صبا ما صبا حتى إذا شاب رأسه … وأحدث حلما قال للباطل ابعد
ونقل ابن عبد البر قول إسحاق بن سويد يرد على المتقدمين من المنكرين لتقصير الثوب، ولهم في المعاصرين خلف، ويَسمُهم بأنهم من أهل النفاق الذين يعادون أهل الورع، ويحبون أهل السكر، قال:
إن المنافق لا تصفو خليقته … فيها مع الهمز إيماض وإيماء
عابوا على من يرى تشمير أزرهم … وخطة العائب التشميرَ حمقاء