٨ - «ويستحب أن يرجع من طريق غير الطريق التي أتى منها والناس كذلك».
وقد أخذ الاستحباب من حديث جابر قال كان النبي ﷺ إذا كان يوم عيد خالف الطريق»، رواه البخاري، وعن ابن عمر أن رسول الله ﷺ أخذ يوم العيد في طريق، ثم رجع في طريق آخر»، رواه أبو داود (١١٥٧)، ورواه الترمذي عن أبي هريرة، وقال حسن غريب.
وقوله:«والناس مثله»؛ اختيار لأحد القولين في مخالفة الطريق هل يختص بالإمام أو يعم المأموم، والأصل الاقتداء بالنبي ﷺ في غير ما هو جبلي، ولأن ما ذكره العلماء في تعليل هذا الفعل أغلبه متعد، ومنهم من خصه بالإمام.
ومما يذكر هنا: أن مالكا سئل عن قول الرجل لأخيه «تقبل الله منا ومنك، وغفر لنا ولك، فقال: ما أعرفه، ولا أنكره»، قال ابن حبيب:«لم يعرفه سنة، ولم ينكره لأنه قول حسن، ورأيت من أدركت من أصحابه لا يبدأون به، ولا ينكرونه على من قاله لهم، ويردون عليه مثله، ولا بأس عندي أن يبتدئ به»، انتهى.
قلت: هذا من شدة تحري الإمام أن يقع في مخالفة السنة، أو يحدث ما ليس منها، قال الحافظ العسقلاني في الفتح عند شرحه الحديث (٩٥٢): «وروينا في المحامليات بإسناد حسن عن جبير بن نفير قال: «كان أصحاب رسول الله ﷺ إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: «تقبل الله منا ومنك»، فينبغي للناس أن يلتزموا هذا الدعاء الوارد عن خير القرون، وأن لا يستبدلوا به ما يكثرون من قوله من مثل عيدكم مبروك، وكل عام وأنتم بخير.
وقد قلت ذلك الدعاء لبعض الناس يوم عيد فقال لي: «لو قلتَ تقبل الله من الجميع؛