للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(حوض النبي -)

• قوله:

٢٥ - «والإيمان بحوض رسول الله ترده أمته، لا يظمأ من شرب منه، ويذاد عنه من بدل وغَيَّرَ».

قال الحافظ في فتح الباري: «مما يجب على كل مكلف أن يعلمه ويصدق به أن الله قد خص نبيه محمدا بالحوض المصرح باسمه وصفته وشرابه في الأحاديث الصحيحة الشهيرة التي يحصل بمجموعها العلم القطعي، إذ روى ذلك عن النبي من الصحابة ما ينيف على الثلاثين، منهم في الصحيحين ما ينيف على العشرين، وفي غيرهما بقية ذلك، مما صح نقله واشتهرت رواته، إلى أن قال: وأجمع على إثباته السلف وأهل السنة من الخلف، وأنكرت ذلك طائفة من المبتدعة، وأحالوه على ظاهره، وغلوا في تأويله من غير استحالة عقلية ولا عادية تلزم من حمله على ظاهره وحقيقته، ولا حاجة تدعو إلى تأويله، فخرق من حرفه إجماع السلف، وفارق مذهب أئمة الخلف» (١)، انتهى.

والحوض هو مجمع الماء، جمعه حياض وأحواض، وقد أشير إلى أصل ماء حوض النبي في القرآن الكريم، قال تعالى: ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (١) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (٢) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (٣)[سورة الكوثر]، والكوثر الخير الكثير، دلّت الصيغة بما فيها من الزيادة على كثرة ما اشتقت منه، وفي صحيح البخاري هم ابن عباس قال: الكوثر الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه»، قال أبو بشر قلت لسعيد: إن أناسا


(١) كتاب الرقاق باب في الحوض.

<<  <  ج: ص:  >  >>