للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يزعمون أنه نهر في الجنة؟، فقال سعيد: «النهر الذي في الجنة من الخير الذي أعطاه الله إياه».

وجاء في صحيح مسلم عن أبي ذر أن الحوض يشخب فيه ميزابان من الجنة، يشخب يسيل، فيستدل به على أن الحوض ليس في الجنة، وقوى ذلك بعضهم بأنه يذاد عنه من بدل وغير، ومن كان كذلك لا يدخل الجنة.

وعن أنس عن النبي قال: «بينما أنا أسير في الجنة إذا أنا بنهر حافتاه قباب الدر المجوف، قلت: ما هذا يا جبريل؟، قال هذا الكوثر الذي أعطاك ربك، فإذا طينه مسك أذفر» (١)، فهذا أصل حوضه ، وقيل هما حوضان داخل الجنة وخارجها وليس بجيد كما هو بين.

ومما جاء في وصف الحوض قول رسول الله : «حوضي مسيرة شهر، ماؤه أبيض من اللبن، وريحه أطيب من المسك، وكيزانه كنجوم السماء، من شرب منه فلا يظمأ أبدا»، وهو في صحيح البخاري عن عبد الله بن عمرو بن العاص.

وقد روى الترمذي عن سمرة مرفوعا: «إن لكل نبي حوضا، وإنهم يتباهون أيهم أكثر واردة، وإني أرجو أن أكون أكثرهم واردة» (٢).

وترد الحوض أمة نبينا محمد ، ويذاد عنه أي يطرد ويبعد من بدل أو غَيَّرَ، وقد ورد هذا في جملة الحديث الصحيح عن أبي هريرة من قوله : «وأنا فرطهم على الحوض، فلا يذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال، أناديهم: ألا هلم، ألا هلم، ألا هلم، فيقال: إنهم بدلوا بعدك، فأقول فسحقا، فسحقا، فسحقا» (٣).

قال ابن عبد البر: «وكل من أحدث في الدين ما لا يرضاه الله، ولم يأذن به؛ فهو من المطرودين عن الحوض والمبعدين، والله أعلم، وأشدهم طردا من خالف جماعة المسلمين، وفارق سبيلهم، مثل الخوارج على اختلاف فرقها، والروافض على تباين


(١) رواه البخاري (٦٥٨١).
(٢) رواه الترمذي (٢٤٤٣) وهو ضعيف، وقواه الألباني في «الصحيحة» بمجموع طرقه.
(٣) رواه مسلم (٢٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>