١٥ - «والقنوت: اللهم إنا نستعينك، ونستغفرك، ونؤمن بك، ونتوكل عليك، ونخنع لك، ونخلع، ونترك من يكفرك، اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك، ونخاف عذابك الجد، إن عذابك بالكافرين ملحق، ثم تفعل في السجود والجلوس كما تقدم في الوصف».
القائلون بالقنوت في صلاة الصبح من غير سبب اختلفوا فيما يدعى به فيه، فقال مالك:«وليس في القنوت دعاء معروف، ولا وقوف مؤقت»، لكنه مع ذلك قال باستحباب الدعاء الذي أورده المؤلف، وقال بعض العلماء منهم القاضي عبد الوهاب بالجمع بين هذا وبين الدعاء الذي علمه النبي ﷺ للحسن بن علي رضي اله عنهما، ويسمي بعضهم الدعاء الذي ذكره المؤلف بالسورتين، ويرون أنه كان في مصحف أبي بن كعب، انظر (الاستذكار ٢/ ٢٩٥)، وقد رواه ابن وهب كما في المدونة عن خالد بن أبي عمران قال: «بينما رسول الله ﷺ يدعو على مضر إذ جاء جبريل فأومأ إليه أن اسكت، فسكت، فقال: «يا محمد، إن الله لم يبعثك سبابا ولا لعانا، وإنما بعثك رحمة ولم يبعثك عذابا: ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ (١٢٨)﴾ [آل عمران: ١٢٨]، ثم علمه هذا القنوت:«اللهم إنا نستعينك،،، الخ»، وهو في مراسيل أبي داود السجستاني عن خالد بن أبي عمران أيضا كما ذكره القرطبي، وروى سحنون في المدونة عن علي أنه قنت في الفجر فقال نحوه، وذكر الغماري في مسالك الدلالة «أن الطحاوي رواه في معاني الآثار عن عبيد بن عمير قال: «صليت خلف عمر صلاة الصبح فقنت فيها بعد الركوع وقال في قنوته،،،»، فذكر نحوه، وكذلك رواه البيهقي موقوفا على عمر، بألفاظ مختلفة مطولة ومختصرة»، انتهى، فهذا عن مرجع ألفاظ هذا الدعاء، وقال الشافعية يدعو بقوله: «اللهم اهدني فيمن هديت،،، الدعاء الذي علمه النبي ﷺ للحسن بن علي ﵄ ليقوله في الوتر، وهو في سنن