للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٩ - باب في الأذان والإقامة]

الأذان في اللغة الإعلام مطلقا، قال الله تعالى: «وأذان من الله ورسوله»، وفي الشرع «عبادة الله تعالى بألفاظ مخصوصة للإعلام بدخول وقت الصلاة»، وقد أبى النبي

أن يجعل له وسيلة أخرى غير ذكر الله، كناقوس النصارى، وبوق اليهود، ونار المجوس، وهو من شعائر الإسلام التي يفرق بها بين بلاد الكفر، وبلاد الإسلام، وقد جعله الشارع متضمنا أهم ركن في الإسلام يفرق بالنطق به بين المسلم والكافر، وهو شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وضم إليه طلب حضور الناس إلى الصلاة، وإخبارهم بأنها فلاح.

قال الحافظ في (الفتح ٢/ ١٠٢) نقلا عن غيره: «الأذان على قلة ألفاظه؛ مشتمل على مسائل العقيدة، لأنه بدأ بالأكبرية، وهي تتضمن وجود الله وكماله، ثم ثنى بالتوحيد ونفي الشريك، ثم بإثبات الرسالة لمحمد ، ثم دعا إلى الطاعة المخصوصة عقب الشهادة بالرسالة، لأنها لا تعرف إلا من جهة الرسول، ثم دعا إلى الفلاح، وهو البقاء الدائم، وفيه إشارة إلى المعاد، ثم أعاد ما أعاد توكيدا».

فالأذان نداء إلى الصلاة، وإخبار بدخول وقتها، والإقامة إشعار للقريب بالشروع فيها، وألفاظهما واحدة، عدا زيادة قد قامت الصلاة، أي شرع فيها، ولفظ الصلاة خير من النوم في أذان الفجر بخاصة. و

قد ذكر الله تعالى الأذان وسماه نداء في موضعين من كتابه، فقال: ﴿وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ (٥٨)[المائدة: ٥٨]، وقال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٩)[الجمعة: ٩].

ومما جاء في فضله ما رواه مالك في الموطإ (١٤٨) ومن طريقه البخاري (٦٠٩) عن

<<  <  ج: ص:  >  >>