من مسائل العقيدة، وإن كان الأشعرية أقرب الفرق إلى ما كان عليه السلف فيها.
قال الشيخ بكر أبو زيد:«ولا يستنكر هذا، فإن المذهب ينتسب إليه طوائف مخالفون لصاحب المذهب في كثير من مسائل الاعتقاد، كما حصل في المنتسبين للأئمة الأربعة»، انتهى.
وجرى معظمهم ﵏ على طريقة الخلف، ومعتمدها التأويل الذي قاد إلى التعطيل، وربما خلط بعضهم في المسائل، فجعل مذهب أهل السنة فيها هو مذهب المعتزلة، ومن ذلك أن التتائي ﵀ قال في شرحه تنوير المقالة: «قول من قال إن الباري تعالى في كل مكان بعلمه باطل، لأن من يعلم مكانا لا يصح أن يقال هو في ذلك المكان بالعلم، وإنما يقال إنه محيط بكل شيء قدرة وعلما، وأن ما أتى به المؤلف (يقصد ابن أبي زيد) هو مذهب المعتزلة … »، انتهى، فانظر كيف جعل مذهب أهل السنة هو مذهب المعتزلة.
والصواب: أن مذهب المعتزلة القول بأن الله تعالى في كل مكان بذاته، تعالى الله عما قالوا علوا كبيرا.