للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شرح هذه المقدمات بيان أصول الملة، وما يلزم القلوبَ اعتقادُه، والألسنةَ النطقُ به،،،»، كما أشار إليه الشيخ زروق في شرحه إذ قال: «ومقصود الشيخ في هذا الباب ذكر ما يجب نطقا واعتقادا على الجمع والتفكيك».

ومرجئة الفقهاء يراد بهم من قال إن العمل لا يدخل في الإيمان، وإن كانوا يتفقون مع غيرهم على أن مرتكب الكبيرة مؤاخذ إلا أن يتوب أو يعفو الله عنه، وقال فريق منهم إن القول ليس ركنا في الإيمان، ويقال مرجئة الفقهاء في مقابلة غلاة المرجئة الذين لا ينفون دخول عمل الجوارح في الإيمان فحسب، بل يرون أنه لا يضر مع المعرفة معصية.

والتريث قبل إطلاق الأوصاف على الناس واجب، لا بد من التأكد من موجب وصفهم بها، فإن مثل هذه الأوصاف لا تطلق بمجرد صدور كلمة من الشخص قد تكون زلة لسان، أو مما يحتمله قوله، ومن آداب النقد أن لا تتصيد الهنات ليعتمد عليها في تصنيف الناس، فإن الوَرِعَ يتمنى أن لا يضطر دينا إلى وصف أحد بما يقدح فيه، لا أن يتصيد هناته، كما نرى عند بعضهم، وإنما يسوغ وصف الشخص من العلماء بشيء من ذلك إذا صار ما وصف به له منهجا وقاعدة، أما إن كان الأمر دون ذلك فالمطلوب هو التنبيه برفق على الخطإ ممن هو أهل لذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>