- وقد نسب إليه جواز الاستماع للغناء ولم يصح عنه، بل صح عنه ذم رقص المتصوفة، وتعجب من فعلهم، وسأل أمجانين هم؟، والخبر عنه بذلك في المدارك للقاضي عياض وغيره، ويدل عليه أيضا أن مذهبه عدم التطريب في قراءة القرآن.
- وكان يرى جواز تعليق التمائم إذا كانت من القرآن، وبعد نزول البلاء، وهو قول عدد من علماء السلف وغيرهم، مما يعني أنهم يرون ذلك مستثنى من التمائم المنهي عن تعليقها، والصواب إن شاء الله: ترك تعليق التمائم مطلقا سدا للذريعة والاقتصار على الرقية المتفق عليها، والله أعلم.
- وقد بين موقفه من مخالفة الكتاب والسنة اعتمادا على التقليد أو العرف أو الكشف أو غير ذلك، حيث قال:«كان رسول الله إمام المسلمين، وسيد العالمين، إذا سئل عن الشيء فلا يجيب حتى يأتيه الوحي من السماء، فإذا كان رسول رب العالمين لا يجيب إلا بالوحي، وإلا لم يجب، فمن الجرأة العظيمة إجابة من أجاب برأيه، أو قياس، أو تقليد من يحسن الظن به، أو عرف، أو عادة، أو سياسة، أو ذوق، أو كشف، أو منام، أو استحسان، أو خرص، والله المستعان على كل من يبدل دينه»، أورده الفلاني في كتابه (إيقاظ همم أولي الأبصار)، كما ذكره صاحب كتاب عقيدة الإمام مالك، وعندي أن هذا لا يشبه كلام مالك ﵀، لكني لا أشك أن هذا هو منهجه.