للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- وكان في الإيمان بالقضاء والقدر على ما عليه أهل السنة، وعرف عنه الإنكار على من يتكل عليه، أو يحتج به في ارتكاب المعاصي.

- وهو يقول بكفر من سب الله تعالى، أو سب رسوله ، ويرى وجوب قتله، وكذلك الشأن في زوجاته ، والأول عليه الجمهور.

- ويقول بكفر من سب الصحابة إذا كان السب عائدا إلى الطعن في عقيدتهم أوعدالتهم، كاتهامهم بالظلم أو الفسق، وهذا وجه تكفيره هو وغيره للروافض، فإن كان السب لا يصل إلى ذلك، كوصفهم بالجبن والبخل، أو محبة الدنيا فقائله يستحق التأديب، تجد هذا التفصيل في مناقبه للشيخ عيسى بن مسعود الزواوي المطبوع بهامش المدونة.

- وهو يفضل الخلفاء الراشدين على غيرهم، ويرى فضلهم بحسب ترتيبهم في الخلافة، ولا يصح ما نسب إليه بخلاف ذلك.

- وهو معروف بحضه على الاتباع وتحذيره من الابتداع، وكان من أشد الأئمة ذما للبدع، وتحذيرا منها، وتنفيرا من أصحابها، وقال الحافظ: «ثبت عن مالك أنه لم يكن في عهد النبي ، وأبي بكر وعمر شيء من الأهواء، يعني بدع الخوارج والروافض والقدرية» (١).

- وهو ينهى عن التقليد والتعصب للرأي المجرد عن الدليل، ويذم الجدال والخصومات في الدين، ويحذر من علم الكلام وأصحاب الأهواء، مع هجرهم وعدم مكالمتهم، والابتعاد عما لا يندرج تحته عمل من الكلام، قال الشافعي: «سئل مالك عن الكلام والتوحيد، فقال: محال أن نظن بالنبي أنه علم أمته الاستنجاء ولم يعلمهم التوحيد»، وهو في السير للذهبي.

- ومما نسب إليه ولم يثبت عنه جواز التوسل بذات النبي .

والصواب: عدم قوله بذلك، لما هو معروف عنه من اقتفاء آثار الأولين، ولم يكن معروفا عندهم، كيف وهو يرى عدم لزوم النذر لمن نذر السفر إلى المدينة، إذا لم يكن


(١) «فتح الباري» للحافظ ابن حجر (١٣/ ٣١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>