فإن اتبعت سبيلهم فموفق … وإن ابتدعت فما عليك معول (١)
فإذا أردت شيئا من التفصيل بعد هذا الإجمال لمنهج مالك وعقيدته ذكرت لك ما يلي، وهو مأخوذ باستقراء أقواله وتصرفاته، منقول أصلا باختصار وتصرف عن كتاب عقيدة الإمام مالك للشيخ سعيد بن عبد العزيز الدعجان، وكتاب مناقب الإمام مالك للشيخ عيسى بن مسعود الزواوي المتوفى سنة (٧٤٣)، والسير للذهبي، وكثير منه في ترتيب المدارك للقاضي عياض، وكتاب جامع بيان العلم لابن عبد البر، ولا يتأتى في هذا المقام إثبات تفاصيل ذلك:
- كان في الإيمان على عقيدة السلف، فهو عنده قول وعمل، نقل ذلك عنه من يحصل بنقلهم التواتر، ونقل عنه زيادة الإيمان ونقصانه جماعة منهم عبد الله بن نافع وعبد الرزاق وآخرون، وقد قيل إنه كان في بداية الأمر يقول بعدم نقصانه، أو يتوقف فيه، خشية أن يتأول عليه موافقة الخوارج، وكان يأذن في الاستثناء في الإيمان رواه عنه وعن غيره عبد الله بن أحمد في كتابه السنة.
- ويقول في باب أسماء الله وصفاته بإمرار النصوص كما جاءت، فتعتقد معانيها، ولا يخاض في كيفيتها، أو تأويلها، ويرى أن المعية معية العلم، فالله في كل مكان بعلمه، وهو في السماء، وروى عنه ابن أبي زمنين في أصول السنة أنه كان يقول: النزول حق، وما روي عنه من تأويل صفة النزول لم يثبت، بل قال عنه كما في مختصر الصواعق:«ينزل كيف شاء بقدرته وعلمه وعظمته، أحاط بكل شيء علما».
- ويقول بما ورد في الإيمان باليوم الآخر، وعذاب القبر ونعيمه، وكون الجنة والنار مخلوقتين، ورؤية المؤمنين ربهم بأبصارهم يوم القيامة، وقد سئل عن ذلك فقال: لو لم ير المؤمنون ربهم يوم القيامة لم يعير الله بالحجاب»، يعني قوله تعالى: ﴿كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (١٥)﴾ [المطففين: ١٥]، يقصد المكذبين بيوم الدين، وأثر نحو هذا عن الشافعي أيضا، وقال مجيبا عن هذه المسألة ايضا: بأعينهم، هاتين.
(١) «مقدمة شرح العقيدة الواسطية» لمحمد خليل هراس: ٢٥ و ٢٦).