هذا فلا ضير إذا قيل إن مالكا كان يخشى أن يحدث العوام ببعض النصوص الثابتة من السنة، فما ذلك إلا خوفا من أن يسيئوا فهمها كحديث النزول، وكيف يسوغ القول بعلم الكلام في العقائد وهو لا يثمر غير الشكوك والشبهات، ثم يحاول المحاولون أن يجعلوا ذلك قرينا لمذهب مالك، وقد عرف موقفه من علم الكلام؟.
وقال ابن تيمية ﵀ مبينا مذهبه وعقيدته وكونها عقيدة الأئمة الأربعة، وهي التي نعتقدها وندين الله تعالى بها:
يا سائلي عن مذهبي وعقيدتي … رزق الهدى من للهداية يسأل
اسمع كلام محقق في قوله … لا ينثني عنه ولا يتبدل
حب الصحابة كلهم لي مذهب … ومودة القربى بها أتوسل
ولكلهم قدر وفضل ساطع … لكنما الصديق منهم أفضل
وأقول في القرآن ما جاءت به … آياته فهو القديم المنزل
وجميع آيات الصفات أمرها … حقا كما نقل الطراز الأول
وأرد عهدتها إلى نقالها … وأصونها من كل ما يتخيل
قبحا لمن نبتذ القرآن وراءه … وإذا استدل يقول قال الأخطل
والمؤمنون يرون حقا ربهم … وإلى السماء بغير كيف ينزل
وأقر بالميزان والحوض الذي … أرجو بأني ريا منه أنهل
وكذا الصراط يمد فوق جهنم … فموحد ناج وآخر مهمل
والنار يصلاها الشقي بحكمة … وكذا التقي إلى الجنان سيدخل
ولكل حي عاقل في قبره … عمل يقارنه هناك ويسأل
هذا اعتقاد الشافعي ومالك … وأبي حنيفة ثم أحمدَ ينقل