بالدعاء فيؤمنون، فهذا مما لا دليل عليه، إلا في مثل الاستسقاء.
وخير للمرء أن يرغب عن أن يشتهر بين الناس بعدم رفعه يديه في الدعاء، فيظن به السوء من لا يعرف حقيقة الأمر، وهو إنما يقصد اتباع السنة حسبما فهم، فينبغي له أن ينفي عن نفسه هذه التهمة، مع ما في رفع يده عقب النافلة أحيانا، وحتى عقب الفريضة لغير الإمام بعد الفصل بما ذكر من الأدعية من نشر الحق، والسنة بين الغالي والجافي، والله أعلم.
وروى ابن القاسم في المجموعة عن مالك فيمن يمسح وجهه بيديه في آخر دعائه، وقد بسط كفيه قبل ذلك، فأنكره، وقال:«ما علمته»، وفي المسألة حديث ابن عباس عند أبي داود (١٤٨٥) قال، قال رسول الله ﷺ:«لا تستروا الجدر، من نظر في كتاب أخيه بغير إذنه إنما ينظر في النار، سلوا الله ببطون أكفكم، ولا تسألوه بظهورها، فإذا فرغتم فامسحوا وجوهكم»، قال أبو داود: روي هذا الحديث من غير وجه عن محمد بن كعب كلها واهية، وهذا الطريق أمثلها، وهو ضعيف أيضا، وانظر التلخيص الحبير (ح/ ٣٧٢)، وقال ابن عبد السلام:«لا يمسح وجهه إلا جاهل».
وقال مالك عن الدعاء عند ختم القرآن:«ما علمته من عمل الناس، وما أرى أن يفعل، وكره للقوم أن يقفوا يدعون،،، وكره مالك أن يقول في دعائه: يا سيدي، أو يا حنان، وليدع بما في القرآن، ويما دعت الأنبياء ﵈»، وإذا ثبت أن الحنان اسم من أسماء الله فليدع المرء به.
وقد دأب بعض الناس على المصافحة بمجرد التسليم ممن هو إلى جنبه، وهذا خلاف الصواب، وقد صرّح ابن تيمية بأنه بدعة، لكن ينبغي الرفق والتعليم وترك التعنيف والزجر.