﴿وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ﴾، على قول مجاهد، وما كان من صوت الشيطان وفعله وما يستحسنه فواجب التنزه عنه»، انتهى، وقال سبحانه: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (٦)﴾ [لقمان: ٦]، وقد صح عن كل من ابن عباس وابن عمر وابن مسعود تفسير لهو الحديث في الآية بالغناء، وتفسير الصحابة للقرآن وإن اختلف في اعتباره مرفوعا فلا أقل من أن يقدم على تفسير غيرهم لكونهم كما قال ابن القيم في كتابه إغاثة اللهفان:«أعلم من غيرهم بمراد الله ﷿ من كتابه فعليهم نزل، وهم أول من خوطب به من الأمة، وقد شاهدوا تفسيره من الرسول ﷺ علما وعملا، وهم العرب الفصحاء على الحقيقة، فلا يعدل عن تفسيرهم ما وجد إليه سبيل»، انتهى، وقد جاء تفسير اللهو بالغناء في قول رسول الله ﷺ:«لا تبيعوا القينات ولا تشتروهن ولا تعلموهن ولا خير في تجارة فيهن، وثمنهن حرام، في مثل هذا نزلت هذه الآية: ﴿مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ﴾، رواه أحمد والترمذي وهذا لفظه، قال ابن القيم بعد أن بين ضعف سنده: «إلا أن للحديث شواهد ومتابعات،،، ويكفي تفسير الصحابة والتابعين للهو الحديث بأنه الغناء»، وقال تعالى: ﴿وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ (٦١)﴾ [النجم: ٦١]، فسر بالإعراض وبالغفلة، وهما من مسببات الغناء، فإن السمود هو اللهو والغناء.