العلم مقدم على العمل لأنه طريق ووسيلة إليه، وبمقدار العلم بالله تكون خشيته، قال الله تعالى: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ (١٩)﴾ [محمد: ١٩]، وقال النبي ﷺ:«أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له»، رواه البخاري عن أنس ﵁، والمؤلف إنما أراد بالأعمال فيما يبدو ما ليس فرضا، إلا أن يكون فعل الفرض متوقفا على العلم به ومعرفته؛ فيقدم على العمل، لأنه لا سبيل إلى فعل الفرض إلا بذلك، فالمحافظة على حلقة العلم مقدمة على الصلاة على جنازة وجد من يقوم بها من غير أن يؤدي ذلك إلى ترك الحضور باستمرار.
وقد روى ابن عبد البر عن محمد بن سيرين قال:«إن قوما تركوا طلب العلم ومجالسة العلماء وأخذوا في الصلاة والصيام حتى يبس جلد أحدهم على عظمه، ثم خالفوا السنة فهلكوا وسفكوا دماء المسلمين، فو الذي لا إله غيره ما عمل أحد عملا على جهل إلا كان ما يفسد أكثر مما يصلح»، انتهى.
قال الحميدي ﵀
من لم يكن للعلم عند فنائه … أَرَج فإن بقاءه كفَنائه
بالعلم يحيى المرء طول حياته … وإذا انقضى أحياه حسنُ ثنائه