هؤلاء إليه، يعنون بلالا وعمارا وصهيبا وخبابا وأشباههم وأقرانهم من المستضعفين والعبيد والإماء، وما ذاك إلا لأنهم عند أنفسهم يعتقدون أن لهم عند الله وجاهة وله بهم عناية، وقد غلطوا في ذلك غلطا فاحشا، وأخطئوا خطأ بينا، كما قال تعالى:«وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا»، أي يتعجبون: كيف اهتدى هؤلاء دوننا؟، ولهذا قالوا:«لو كان خيرا ما سبقونا إليه»، وأما أهل السنة والجماعة فيقولون في كل فعل وقول لم يثبت عن الصحابة هو بدعة، لأنه لو كان خيرا لسبقونا إليه، لأنهم لم يتركوا خصلة من خصال الخير إلا وقد بادروا إليها»، انتهى، أما التشغيب على هذا بذكر ما يتجدد للناس من مرافق ووسائل واصطناعها ممن يتمسك بهدي السلف، واعتبار ذلك منه تناقضا مما لا يروج إلا على البله، ولا يعتمد عليه إلا الجهلة، أو مرضى القلوب، والمهتدي من هداه الله.