للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- ومن فضله تعالى أن من هم بسيئة فلم يعملها كتبت له حسنة، وعدم العمل يتعين أن يقيد بما إذا لم يعجز، فإن الحرام يكون في تركه الثواب؛ إذا ترك امتثالا.

- أما من عمل سيئة فإنما تكتب له سيئة واحدة.

وقد دل على ما تقدم قوله فيما رواه الشيخان (١) عن ابن عباس : «إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك، فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة».

- يكتب الله تعالى للعبد ما كان يقوم به إذا منعه السفر أو المرض من فعل ما اعتاد فعله من نوافل الطاعات المختلفة في حال الصحة والإقامة، فعن أبي موسى أن النبي قال: «إذا مرض العبد أو سافر كتب الله تعالى له من الأجر مثل ما كان يعمل صحيحا مقيما» (٢).

- جعل الله تعالى اجتناب الكبائر مكفرا للصغائر، كما جعل فعل الحسنات مكفرا للصغائر، قال تعالى: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ﴾ [هود: ١١٤]، وأوصى النبي معاذ بن جبل بقوله: «اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن» (٣).

وجمهور أهل العلم على أن المعاصي التي تكفرها الحسنات إنما هي الصغائر، كما قال تعالى: ﴿إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا (٣١)[النساء: ٣١]، فجعل اجتناب الكبائر شرطا في تكفير السيئات، فأخذوا من المقابلة أن المراد بالسيئات الصغائر.

وقال : ﴿وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ


(١) متفق عليه: البخاري (٦٤٩١)، ومسلم (١٣١).
(٢) رواه البخاري (٢٩٩٦).
(٣) انظر «صحيح الجامع» الصغير (٩٧) للألباني.

<<  <  ج: ص:  >  >>