للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صحيفته، فإنه يكتب وقد لا يعاقب عليه، ولم يرد المؤلف ذكر التلاوة، فإن لفظها «فمن يعمل»، والعمل هنا أعم من أن يكون فعلا، أو يكون عملا قلبيا، وقد تقدم أن «من هم بحسنة كتب الله له حسنة كاملة».

ولا إشكال في قول المؤلف «أخرجه الله منها بإيمانه»، فقد قال الله تعالى: ﴿وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٧٢)[الزخرف: ٧٢]، لكن كون الإيمان- والعمل من جملته - سببا في دخول الجنة لا ينافي أن ذلك من فضل الله تعالى، وعلى هذا المعنى يتنزل حديث مسلم عن جابر عن النبي قال: «لا يدخل أحدا منكم عملُه الجنة، ولا يجير من النار، ولا أنا إلا برحمة الله»، وقال بعض الصحابة كما في سنن أبي داود: «لو أن الله تعالى عذب أهل السموات وأهل الأرض لعذبهم غير ظالم لهم، ولو رحمهم كانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم»، وقد صح مرفوعا بزيادة كما في مسند أحمد وسنن أبي داود عن أبي بن كعب وزيد بن ثابت.

<<  <  ج: ص:  >  >>