للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولكن ذلك نادر عنده، بخلاف غير الصالح فالغالب على رؤياه الأضغاث»، انتهى.

وقال القرطبي: «المسلم الصادق الصالح هو الذي يناسب حاله حال الأنبياء، فَأُكْرِمَ بنوعٍ مما أُكْرِمَ به الأنبياء، وهو الاطلاع على الغيب، وأما الكافر والفاسق والمخلط فلا، ولو صدقت رؤياهم أحيانا فذاك كما قد يصدق الكذوب، وليس كل من حدث عن غيب يكون خبره من أجزاء النبوة كالكاهن والمنجم»، انتهى.

وقوله : «من ستة وأربعين»، قد صح من خمسة وعشرين، ومن أربعين، ومن سبعين، وغير ذلك، وكيفما كان نصيب الرؤيا من علم النبوة ولو جزءا من ألف فإنه عظيم كما قال ابن بطال.

وقد اختلف العلماء في توجيه تلك الروايات المتعددة وتفسيرها، واللائق أن ما صح منها يقال به، ولا حاجة إلى الخوض فيه بعد معرفة المراد، وقد قال المازري: «لا يلزم العالم أن يعرف كل شيء جملة وتفصيلا، فقد جعل الله للعالم حدا يقف عنده، فمنه ما يعلم المراد منه جملة وتفصيلا، ومنه ما يعلمه جملة لا تفصيلا، وهذا من هذا القبيل»، انتهى.

قلت: ولا مانع أن يكون ذكر هذه الأعداد متى لم يتحد المخرج بحسب صلاح الرائي وتقواه، فكلما عظم صلاحه كثر حظه علم النبوة، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>