للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النووي الكلام على ذلك بقوله: «وقد كره جماعة من المتقدمين الختم في يوم وليلة ويدل عليه الحديث الصحيح … ، وذكر حديث ابن عمرو المتقدم.

وقوله: «والتفهم مع قلة القراءة أفضل»، وهذا فيه أن الختم في أكثر من سبعة أيام مع التدبر والتفهم أولى من الختم فيها أو فيما هو أقل منها من غير تدبر وتفهم، لأن القصد من التلاوة التدبر والتفهم ثم العمل، وفيه مع ذلك إثبات فضيلة تلاوة القرآن بقطع النظر عن فهمه وعدمه، وهذا حق لأن القرآن متعبد بتلاوته، لكن هذا لمن لا قدرة له على الفهم، لكن ليعلم أن القرآن يسره الله تعالى للذكر كما قال: ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (١٧)[القمر: ١٧]، فمن ذا الذي لا يعرف أن الله فوق عباده، وأنه بكل شيء عليم، وأنه الخالق الرازق، وأنه خلق الإنس والجن ليعبدوه، وأن الدنيا فانية زائلة، وكون الموت لا ينجو منه أحد، وكونه تعالى يحب التوابين، ويحب المتطهرين، وأن العاقبة للمتقين، ونهيه تعالى المؤمنين أن تلهيهم أموالهم وأولادهم عن ذكر الله، والرد عند التنازع إلى الله والرسول، والنهي عن سب المؤمن واغتيابه والسخرية منه وسوء الظن به وغير ذلك؟، وتلم العربية واجب على كل مسلم بحسب حاجته إليها.

ولهذا جاء توبيخ من لم يتدبر القرآن على وجه العموم ولا يأني التوبيخ على غير المستطاع، قال الله تعالى: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (٢٤)[محمد: ٢٤]، وقال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا (٧٣)[الفرقان: ٧٣].

<<  <  ج: ص:  >  >>