بغفران الذنوب؛ حديث أنس بن مالك ﵁ قال:«وقف النبي ﷺ بعرفات، وقد كادت الشمس أن تؤوب، فقال: «يا بلال، أنصت لي الناس»، فقام بلال فقال:«أنصتوا لرسول الله ﷺ»، فأنصت الناسُ، فقال:«يا معشر الناس، أتاني جبريل آنفا فأقرأني من ربي السلام، وقال: «إن الله ﷿ غفر لأهل عرفات وأهل المشعر، وضمن عنهم التبعات»، فقام عمر بن الخطاب فقال:«يا رسول الله، هذا لنا خاصة»؟، قال:«هذا لكم، ولمن أتى من بعدكم إلى يوم القيامة»، فقال عمر بن الخطاب:«كثر خير الله وطاب»، نسبه في الترغيب والترهيب لابن المبارك من غير بيان موضعه، وجعله الحافظ على شرط الشيخين إن ثبت سنده إلى ابن المبارك، وصححه الألباني، والتبعات بفتح التاء وكسر الباء جمع تبعة، قال في لسان العرب:«التبعة والتباعة ما فيه إثم يتبع به، يقال: ما عليه في هذا من الله تبعة، ولا تباعة»، وفي الحديث دليل على مغفرة الكبائر وحقوق الناس، ولا مانع من تقييد ذلك بالعجز عن ردها أو استحلالهم منها، والله أعلم، ومن ذلك قوله ﷺ:«إن الله تطول عليكم في جمعكم هذا، فوهب مسيئكم لمحسنكم، وأعطى محسنكم ما سأل، ادفعوا باسم الله»، رواه ابن ماجة (٣٠٢٤) بإسناد فيه مجهول كما في الزوائد، وصححه الألباني لشواهده، وتَطَول بفتح التاء والطاء؛ قال ابن الأثير: ومنه الحديث تطاول عليهم الرب بفضله، أي تطول»، انتهى، وفي لسان العرب يقال منه طال عليه، وتطول عليه؛ امتن عليه، انتهى، وهذا هو المناسب هنا.
والدعاء في عرفة أفضل الدعاء فقد قال رسول الله ﷺ:«أفضل الدعاء؛ دعاء يوم عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنبيئون من قبلي؛ لا إله إلا الله وحده لا شريك له»، رواه مالك في الموطإ (٩٥٥) عن طلحة بن عبيد بن كريز مرسلا، لكنه جاء مسندا كما بينه ابن عبد البر في التمهيد، وانظر الصحيحة (١٥٠٣)، والحديث دال على فضل يوم عرفة على سائر أيام العام، وعلى أن أفضل الدعاء فيه التهليل، وذكر ابن عبد البر من دعاء النبي ﷺ في عرفة ما رواه علي بن أبي طالب ﵁ أنه دعا يوم عرفة بعرفة فقال: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير، اللهم اجعل في