الجنةَ: صانعه يحتسب في صنعته الخير، والرامي به، ومنبله، وارموا واركبوا، وأن ترموا أحب إلي من أن تركبوا، ليس من اللهو إلا ثلاث: تأديب الرجل فرسه، وملاعبته أهله، ورميه بقوسه ونبله، ومن ترك الرمي بعد أن بعد ما علمه رغبة عنه فإنها نعمة تركها»، وهو في سنن أبي داود (٢٥١٣) عن عقبة بن عامر، وهو ضعيف، والفقرة الأخير منه يدل عليها بالأولى قول النبي ﷺ:«من علم الرمي ثم تركه فليس منا، أو فقد عصى»، رواه مسلم (١٩١٩)، وفي حديث أبي الدرداء:«اللهو في ثلاث: تأديب فرسك، ورميك بقوسك، وملاعبتك أهلك»، وهو في الصحيحة برقم (٣١٥)، فيه شاهد لخصاله الثلاثة.
والمنبل اسم فاعل من أنبل فلان فلانا؛ إذا ناوله النبل ليرمي به، ثم يجمعه ليرده له، والنبل بفتح النون وسكون الباء السهام العربية لا واحد له من لفظه، ومفرده سهم ونشابة، هذا معنى ما في النهاية لابن الأثير.
وفيه دليل على تقديم الرمي على غيره من وسائل القتال الأخرى في عهد النبوة، حتى الركوب على الخيل التي جاء الأمر بإعداده في القرآن، فاللهو في الإسلام لا يخلو من هدف مشروع، ومنه كسب المهارات، وإعداد القدرات القتالية، فإذا خلا عن القصد النافع المشروع كان من جملة الباطل، ومعنى هذا أنه لا ثواب فيه بشرط أن لا يكون منهيا عنه، لكونه للدنيا محضا كما قال ابن العربي في العارضة (٧/ ١٣٩)، فكيف إذا أدى هذا اللهو إلى محرم من ترك الصلاة أو الاختلاط أو العري أو تضييع الأموال، أو إيذاء الناس، وكل هذا متوفر في اللعب بالكرة فضلا عن الإجارة عليها وهي باطلة، ويدخل في دعوة الإسلام إلى التأهب المذكور ما جوزه الشرع من السباق على الحافر والخف والنصل كما في حديث أبي هريرة مرفوعا:«لا سبَق إلا في خف، أو حافر، أو نصل»، رواه أبو داود (٢٥٧٤)، والسبق بفتح الباء ما يعطى للسابق من المكافأة، وسابق النبي ﷺ بين الخيل، وسابق عائشة -رضي الله تعالى عنها- فسبقته مرة وسبقها أخرى، وسيأتي الكلام عليه إن شاء الله.