فإن قلت: ما عاد للخيل علاقة بالجهاد لو كان المسلمون قائمين به، فما وجه ربط الخير بنواصيها إلى يوم القيامة؟، فالجواب: أنا جازم بصدق ما قاله نبينا محمد ﷺ على ما أراد، وإن لم أفهم مراده وعجزت عن ربطه بالواقع، ومع ذلك فإن في الحديث دلالة على استمرار الجهاد إلى يوم القيامة، وقد احتج به البخاري على ذلك، ولما كان للخيل تلك المكانة في عهد النبوة؛ فإن الحديث دال على أن امتلاك المسلمين للقوة حسب كل زمان بعد استمساكهم بدينهم هو مناط عزهم وسلطانهم إلى يوم القيامة.
وقد اختلف هل السهام الثلاثة للفارس، أو هي على الظاهر من كون اثنين منها للفرس، وواحد لصاحبه، وتظهر ثمرة الخلاف في عبد غزا على فرس، فعلى الثاني يأخذ سهمي الفرس، ولا شيء له هو، لأنه ليس ممن يسهم لهم، وعلى الأول لا شيء له أصلا، والظاهر الثاني، لكون الحكمة من فرض السهمين للفرس ما في الخيل من الجدوى والمنفعة في الغزو، وصاحبها يتلقي مؤونتها من علف وغيره فلو لم يعوض عن ذلك لتضرر.