يقتضي انفراده بالإلهية، كما أنه تعليل لاتصافه بالقيومية، فإن من كانت هذه المخلوقات ملكا له، فهو حقيق أن يكون قيومها وألا يهملها.
٥ - ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ﴾: فيها إبطال حق الإدلال عليه، لكونه مالكا للسموات والأرض، فلا يجرؤ أحد على طلب الشفاعة عنده بمكانته أو جاهه كما هو شأن الناس، ولذلك استثنى من يأذن له، فهو ليس كغيره يشفع عنده بغير إذنه شفاعة الحق أوشفاعة الباطل، فهذا إبطال لما كانت العرب تعتقده في آلهتهم، يرون أنهم يعبدونها لتقربهم من الله وتشفع لهم عنده.
٦ - ﴿يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ﴾: هو العليم بخلقه ظواهرهم وبواطنهم سرهم وعلانيتهم، ما مضى من أعمالهم، وما يأتي منها، فلذلك لا تكون الشفاعة عنده إلا بإذنه، إذ هو أعلم بمن يستحقها فيأذن في الشفاعة له، ممن لا يستحقها فلا يأذن.
٧ - ﴿وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ﴾: لا سبيل للخلق إلى شيء من العلم علما يقينيا تاما، أو علم شيء عن ذاته أوصفاته وأفعاله إلا ما علمهم، فأنى لهم أن يصفوه من عند أنفسهم؟.
٨ - ﴿وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ﴾: فيها بيان سعة ملكه سبحانه، فهذه السموات والأرضون على سعتها ليست شيئا ذا بال إلى جانب كرسيه فكيف بعرشه؟.
٩ - ﴿وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا﴾: وعلى سعة هذه السموات والأرض لا يلحق ربنا نصب ولا مشقة في حفظ مخلوقاته وتدبير شؤونها
١٠ - ﴿وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ﴾: هو العلي على خلقه علو ذات ومكانة ومنزلة وقهر، العظيم أي أعظم من كل شيء.