أراك سقيم الفهم يا عمرو جاهلا … عديم الحجا والعلم مسترذل النظر
أترضى إذا ما قال يا عمرو قائل … أبوك عليم دون علم ولا نظر؟
حليم بلا حلم تقي بلا تقى … سميع بلا سمع بصير بلا بصر
جواد بلا جود وفي بلا وفا … جميل بلا حسن حيي بلا خفر
مديحا تراه أو هجاء وسبة … فما أنت إلا في ضلال على خطر
وقد بين القاضي عبد الوهاب أنه أدرك من يقول بأن الله عالم بغير علم، قادر بغير قدرة، حيث قال:«ولقد قلت مرة لداعية من دعاتهم عندنا ببغداد: ما تقول في رجل قال: أنا كافر برب لا علم له ولا قدرة؟، فقال: إن كان من أهل العلم والاجتهاد، وفيه فضل للبحث والنظر أطلقنا عليه القول بأنه كافر بالله، وهو عندنا كقول من قال: أنا كافر برب لا زوجة له ولا ولد، فهو كافر بالله لا محالة، لأن استحالة أن يكون لله علم وقدرة كاستحالة أن يكون له والد أو ولد»، انتهى، ومما سجله من كلامه:«إن أردت أنك كافر برب ليس بعالم ولا قادر، أو لا يعلم ولا يقدر، فلست بكافر بالله، لأن الله تعالى بخلاف الصفة التي علقت الكفر بوجودها به، وإن أردت أنك كافر برب ليس له صفة قديمة هي علم وقدرة على حسب ما يقوله من خالفنا من أصحابنا في المسألة من أهل السنة والأثر، قال: فنقول: قد كفرت بالله تعالى، ثم علق على ذلك بقوله: «فما قولك في قوم هذا اعتقادهم في الله وصفاته»؟.
وقد أثبت من يزعمون أنهم يتبعون أبا الحسن الأشعري ﵀ سبع صفات لكون العقل قد دل عليها، وهي القدرة والإرادة والعلم والحياة والسمع والبصر والكلام، أما القدرة فلأن المخلوقات لا توجد إلا بها، فلا بد في الخلق منها، وأما الإرادة فلأنها لازمة للتخصيص وهو موجود في المخلوقات، نحو الإغناء والإفقار والطول والقصر والعلم والجهل وغير ذلك، ولا بد أن يكون القادر المريد عالما، أما الحياة فلأن القادر المريد العالم لا يكون ميتا، ومن كان حيا كان سميعا بصيرا متكلما، أما غير هذه الصفات فإنهم يؤولونها لأنها توهم التشبيه كما يزعمون، أو يفرون من التأويل إلى التفويض، فهم بين