محمد بن مسرور بن العسال، ودراس بن إسماعيل، وعبد الله بن أحمد الأبياني، وسعدون بن أحمد الخولاني، وأبي العرب وغيرهم.
كما أخذ عن غير أهل بلده، حيث ارتحل وحج فسمع من ابن الأعرابي، وإبراهيم بن محمد ابن المنذر، وأبي علي بن أبي هلال، وأحمد بن إبراهيم بن حماد القاضي، واستجاز ابن شعبان، والأبهري، والمروزي.
وأخذ عنه كثيرون، منهم أبو القاسم البراذعي صاحب التهذيب، واللبيدي، وأبو عبد الله الخواص، وهم من القيروان، ومن الأندلسيين أبو بكر بن موهب المقبري شارح رسالته، وأبو عبد الله بن الحذاء، وأبو مروان القنازعي، ومن أهل سبتة أبو عبد الرحمن بن العجوز، وأبو محمد بن غالب، وغيرهم، وكان له أصحاب في كل من العراق ومصر يبعث إليهم بكتبه ويصلهم بعطاياه.
واعلم أنه قد وقع لمحقق كتاب الجامع لابن أبي زيد ما استدعى تنبيهي عليه، فإنه وهو بصدد ذكر بعض فتاويه نقل عن المعيار للونشريسي ما يؤخذ منه أن نحو (٧٠٠٠٠) مسألة قد نقلت عن ابن أبي زيد إلى العراق، ومن رجع إلى المعيارعلم أن المنقول عنه هو مالك لا ابن أبي زيد.
قال في الديباج: حاز رئاسة الدين والدنيا، وإليه كانت الرحلة من الأقطار، ونجب أصحابه، وكثر الآخذون عنه، وهو الذي لخص المذهب، وضم نشره، وذب عنه، وملأت البلادَ تآليفه، عارض كثير من الناس أكثرها، فلم يبلغوا مداه، مع فضل السبق، وصعوبة المبتدإ، وعرف قدرَه الأكابر، وكان يعرف بمالك الصغير.
وقال فيه القابسي:«هو إمام موثوق به في ديانته وروايته»، وقال أبو الحسن علي ابن عبد الله القطان: «ما قلدت أبا محمد حتى رأيت السبائي (في الديباج المذهب النسائي، وهو تصحيف) يقلده»، وقد استجازه ابن مجاهد البغدادي وغيره من أصحابه البغداديين، واجتمع فيه العلم والورع والعقل، شهرته تغني عن ذكره.
وقال القاضي عياض: «كان واسع العلم كثير الحفظ والرواية، وكتبه تشهد له بذلك، فصيح القلم، ذا بيان ومعرفة بما يقوله، ذابا عن مذهب مالك، قائما بالحجة عليه، بصيرا