تَفْعَلُونَ (٣)﴾ [الصف: ٢ - ٣]، وقال الله تعالى: ﴿أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (٤٤)﴾ [البقرة: ٤٤]، وليس المراد ذمهم على أمرهم بالبر الذي هو جماع الخير، بل لعدم فعلهم ما يأمرون به، ولأن المرء قد لا يفعل شيئا لعدم توجه الخطاب إليه ومع ذلك يأمر به، وقد يفعل الشيء لعذر قام به، أو رخصة شرعت له، ومع ذلك ينهى عنه، وروى الشيخان عن أسامة بن زيد قال: سمعت النبي ﷺ يقول: «يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار، فتندلق أقتاب بطنه، فيدور بها كما يدور الحمار بالرحى، فيجتمع إليه أهل النار فيقولون يا فلان مالك؟، ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟، فيقول: «كنت آمر بالمعروف ولا آتيه، وأنهى عن المنكر وآتيه»، تندلق تخرج بسرعة، والأقتاب جمع قتب بكسر القاف هي الأمعاء، وقد قال أبو الأسود الدؤلي:
يا أيها الرجل المعلم غيره … هلا لنفسك كان ذا التعليم