قال الله تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (١٨٥)﴾ [الأعراف: ١٨٥]، وكونها في إنذار الكفار أن يموتوا على الكفر لا يمنع أن ينذر بها العصاة أن يموتوا على المعصية، وليحذر المرء أن يوالي الله تعالى عليه نعمه مع استمراره هو على المخالفة، فإنما هو استدراج، وقد جاء معناه مرفوعا.
وقال تعالى: ﴿وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (٣٧)﴾ [فاطر: ٣٧]، قال قتادة:«اعلموا أن طول العمر حجة، فنعوذ بالله أن نغتر بطول العمر، قد نزلت هذه الآية وإن فيهم لابن ثماني عشرة سنة»، انتهى، وقد قيل النذير في الآية هو الشيب، والصواب أنه الرسول، لكن الشيب نذير أيضا، وقد قال رسول الله ﷺ:«أعذر الله إلى امرئ عمره حتى بلغه ستين سنة»، وقال الآخر:
فإن أمارتي بالسوء ما اتعظت … من جهلها بنذير الشيب والهرم
وقال غيره وهو منسوب للبخاري، وقد قيل لم يقل شعرا غيرهما: