على أن الابتداء بالتحية سنة مرغب فيها، وأن الرد فريضة،،،»، انتهى، وقد جاء الأمر بإلقاء السلام على من عرف المرء ومن لم يعرف، وجاء بذله للعالَم، وجاء أن من حق المسلم على أخيه إذا لقيه أن يسلم عليه، وجاء أن رد السلام من حق الطريق إن كان ولا بد من الجلوس عليه، وقال النبي ﷺ:«ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟، أفشوا السلام بينكم»، وسأل رجل النبي ﷺ:«أي الإسلام خير»؟، قال:«تطعم الطعام، وتلقي السلام على من عرفت ومن لم تعرف»، وهو في الصحيح عن عمرو بن العاص، وقال النبي ﷺ غداة وصوله للمدينة:«أيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصِلُوا الأرحام، وصَلُّوا والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام»، رواه أحمد والترمذي وابن ماجة والدارمي عن عبد الله بن سلام ﵁، وقد روى مالك عن الطفيل بن أُبَيِّ ابن كعب أنه كان يأتي عبد الله بن عمر فيغدو معه إلى السوق، قال فإذا عدونا إلى السوق لم يمر عبد الله بن عمر على سقاط ولا صاحب بيعة ولا مسكين ولا أحد إلا سلم عليه، قال الطفيل فجئت عبد الله بن عمر يوما فاستتبعني إلى السوق فقلت له:«وما تصنع في السوق وأنت لا تقف على البيع، ولا تسأل عن السلع، ولا تسوم بها، ولا تجلس في مجالس السوق»؟، قال: وأقول اجلس بنا ها هنا نتحدث، قال فقال لي عبد الله بن عمر:«يا أبا بطن، وكان الطفيل ذا بطن: «إنما نغدو من أجل السلام نسلم على من لقينا»، فليعتبر بهذا من جعل ديدنه مقاطعة كثير من الناس ظانا أنه بذلك يدعو إلى السنة، ويهجر أهل البدعة والمخالفين له، وما هو في العير ولا في النفير، ولما كان للتحية عند المسلمين لفظ معين إلقاء وردا وليست بأي لفظ، بَيَّنهُ المؤلف ﵀ بقوله: